الخميس، ٢٥ أبريل ٢٠١٣

أعنية لأشجار اللوز البعيدة


يُهاجرُ الموسم ثقيل الخطوات

يرسمُ الذكرى على صوت الكلمات

تحتالُ الشمسُ على كبرياء السماء

و يُغازلُ البحر أمواجه من جديد

يُهَدهِدها، يحتضنُ عنفوانها

فترقصُ السفن على أوتار هدوءها

فقد غادرت آخر عاصفة منذ قليل

 

تتسابقُ ذرات التراب مسرعة

نحو الدفء على جلد الأرض

تنزِعُ عنها رداء الرطوبة

فتشتعل الخصوبة بلذة اللهب

و تنادي الريح على كائناتها

ليستعيد الصخب  مُلكه ..

على ألوان الفصول

و ترتفعُ قامات الأشجار

شامخة الظل

حانية على الجذور

 

تتمدد الصخور بنعاس

على كتف الكسل الصباحي

و ينساب الخدر اللذيذ على ظلي

فأهمس في أُذنْ الأشجار

ها قد رحلت غيوم الضباب

و استعدت أزهار اللوز للغناء

كرنفالاً من ألوان

و طيور مشرعة الجناح

تغازل الأرض

و تفتح الأبواب لحلم الرياح

 

 

يلامسني الهواء كيدٍ ناعمة

ينحتُ للمكانِ، مكاناً في ذاكرتي

تتملكني خفة

و قدرة على الطيران

فتشتعل موسيقى الرفض في دمي

لتحمل القادم اليّ

على قوس العنفوان

 

سيكسر اللوز قشوره الذابلة   

يفتح الذاكرة من جديد

يبتسم شهياً بملمسه

ويعلن نضجه بلا خوف

يبتسم لأزهاره البيض

ينتظر تجددها الدائم

فبراعم اللوز كما الأحلام

لا تستسيغ طعم الانهزام

تظل تكتب أحرفها الأبدية

على بياض الغيوم !!!
 
 
 
ربيع 2009

 

ليست هناك تعليقات: