الخميس، ٢٥ أبريل ٢٠١٣

حين تستيقظ الرياح


على شاطئ المنفى

يتجدد العطش

و على رمال الصحراء

يبكي الغرباء

بقايا حزن قديم

يمتصهم الهواء

كذكرى عابرة

تـُدهِشهم أنفاسهم

بأنهم ما زالوا أحياء

 

على رصيف البحر

يشربون كؤوساً من حنين

كؤوسٌ مترعة بالتأمُل

عيونهم مشرعة للريح

يبكي الموج أرواحهم

حين يرتطمون بصخور الذكريات

و يسرقون من الجرح..

لغة الصمت

و ألق التجارب

 

في هذا المساء

يجلس في المشرب البحري

كهلٌ رمادي الملامح

يقفز حراً كغيمة

يهدي الجالسين أرقاً لليلهم

يشرب كأساً

ثم يترك نصفه لضيف

لم يحضر

يتأمله بدلال أنثى

تعرف أن الحب

درسٌ في الانتظار

 

 

 

يتكئ على ظله المتعَب

يغني أغنية قديمة

تختار عيناة الأصدقاء و العشاق

بعبثية ساحر هرمتْ يداه

و نسي حرفته ..

في صنع البهجة المستعارة

كان فيما مضى

يصادق الأشياء

يزوّج النجوم للسماء

و يجدل جدائل الماء بالماء

لكنة نسي في نشوة الاعتياد

أن الرياح لا تنسى ثأرها

مع مـَنْ أدمنوا العواصف

في معركة الملاذ الأخير

 

تـُحرك  الريح كائناتها

تحّرضها لتنفجر

كمارد خرج للتو من سُبات

يمشي بخفة على سياج جرحة

و يهمس في رئتيّ انكسارة

ما أحوجك لكأس أخرى

لتصافح أحلامك من جديد

لتودع المشرب

فقد لا تعود !!!



خريف 2009
 

ليست هناك تعليقات: