الخميس، ٢٥ أبريل ٢٠١٣

الاعتراف بين يدي "لوركا"


تسري بروحي و دمي

تبني جسراً للأمل

في حروفي

تستعيد المعنى سلاحاً

بخفة اللون و وهج النور

ذكريات الزهور

و أشعار  لوركا

 

أنشر ذاكرتي على الأريكة

أحتضن كتابي

و أعبر جسر المعنى

أمسح المكان بنظرة

فأضواء المدن ترقصُ بصخب

و الناس عرائسٌ من قماشٍ

تتحرك على قصب

في ممرات الضوضاء

يرقص كل هؤلاء

و يرتعش الظل في السماء

كغيوم تطؤها أقدام الريح

تعتصرُ مِلحها

فيهطل حِمضُ أمطارها كدموع

لتحرق أسطورة البهجة المستعارة

و تكوي وجوه تلك الجموع

 

بما نكتب يا لوركا ؟

و شرفتك المشرعة للذكرى

إذا ما مـُتَّ

ما زالت تنتظر..

مـَنْ يؤنس وحدتها حتى الآن

و حرية حلـُمتَ بها

ما زالت معلقة

على ساقية النسيان

ما زالت تنتظر فارساً

ليكتب بقلم الثورة

قصيدته الأخيرة لحُلمها

لينسج بدمه المبعثر فجرها

يفتديها لتعيش !!

 

بما نكتب ؟

و ما زلنا نـُفتـش في أصقاع المعنى

في عمق الحروف عن انتصار

ما زال نشيدك موجود

ما زال وتر قيثارك مشدود

لكن العازفين غادروا أماكنهم

حين أدركهم ضوء النهار

بحثوا في أحلامهم عما يقيهم

من عبث الردة و زمن الانكسار !!

 

أنبئك لوركا

يا صديق العشاق المنسيين

ما زلنا نكتب قصائدنا بحبر الحنين

ما زال الشِعر ترفاً للبعض

و حكاية ينسى بها الفقراء

شقاء السنين  !!

 و ما زال رواد السقوط

يغتالون الفكرة

يتربصون الأمل الباقي

و يتلذذون برسم جهالتهم

بكل انواع الخطوط  !!

 

أنبئك لوركا

ما زالت تحرقنا نار القهر بسكين

ما زالت أواسط الثلاثين

تذكرنا بدمك

و رصاصات الغدر

المزروعة في صدرك

تتجدّد في كل لحظة

ببقايا إرث الفاشيين !!

 

بما نكتب يا أمير الكلمات ؟

و قد حاصرنا هذا الركام

بما نكتب ..

و قد أعاق خطوتنا هذا الزحام

مأزومون نحن يا سيدي

لأن أرواحنا أُسرتْ منا

لأن أقلامنا تـُخنق

و يحاصرها دعاة الردة

وحُماة فكر الظلام !

 

مأزومون نحن يا سيدي

لأننا لا نعترف بجدوى الأحلام

إلا اذا مشت على أقدامها

حتى و إن بقينا نحن نيام

ننام يا لوركا ...

لأننا أصبنا بنزق النظرة

لأننا اكتفينا بحلم ذات مرة

حين رأينا كارمن

تنهض من سريرها

تنظر في عيوننا ..

المثقلة بالنعاس و التعب

تصرخ في وجوهنا بلا صوت

ايتها الحرية !!

ايتها الريح !!

أعيدي رسم الصباح من جديد

أعيدي للثلج بياضه الأزلي

و اعيدي للسيوف المغمدة

طهارتها المنسية

 

مأزومون نحن يا سيدي

لأننا أضعنا علامات الطريق

و أتلفنا دفاتر الانتصار بحريق

و تـُهنا في أقبية لماضي أمةٍ

حلمنا انة سيبقى عريق !

مأزومون ..

لأننا ما زلنا ننتظر

حلاً للغز هزائمنا  

أضاعه جهل جلاد

و انكسار صديق !!!
 
 
 
 
خريف 2008

 

 

ليست هناك تعليقات: