الخميس، ٢٥ أبريل ٢٠١٣

حالة اغتراب


(1)

قد يمضي العمر و نحن نبحث في خزائن ذاكرتنا عن أوارق ثبوتية لأحلامنا

قد لا نجد جداراً نستند الية اذا أصيبت أقدام الحاضر بوعكة الالتباس المعتادة

ذات حلم ، حين تصادفنا ملامحنا ، نمُرّ على ذواتنا كأننا لم نعرفها قبل الآن

كأننا نحمل معنا أجساداً لا نعرفها، أصواتاً نسمعها لأول مرة من حناجرنا

نلهث خلف خطانا، قادمين من شبه جزيرتنا، حيث كان البحر ملء قلوبنا

ننهض من وعينا، لنشرب قهوتنا المُرة على أريكة الاعتياد و الرتابة

هو الصمت، ذاكرة صماء، تنادي الانتظار في حواسنا الخمس

 

 
(2)

كم شاردتنا منافي اللغة عن حروفٍ لأسماء صدقنا أنها لنا يوماً، أو هكذا ظنناها

كم بعثرتنا شوارع كانت في يومٍ ما سجلاً لوقائع حروبنا الصغيرة مع الحياة

كيف يتبخر الأصدقاء تحت شمس الصدمة، فتتلاشى صورهم الأولى

كيف تنساب رمال هذه العلاقات من بين أصابعنا بكل هذه الثقة بالنسيان

ما أقسى أن نبحث في ذواتنا عنهم، فلا نجدهم إلا عناوين و أرقام على هواتفنا

يحجزون أماكنهم بترتيب أبجدي لا يعكس أهميتهم في قلوبنا

هو الحزن، صديق لا يملُّ مجالستنا، نحبه، و نكره مواعيده في أمسياتنا

 


(3)
 
كيف لهذه الحياة أن تدور بعكس عقارب الساعة

كيف نـُعدّل انحناء قامات مشاعرنا كلما أعياها الذهول

كيف نـُعيد بناء ذاكرة اهتزت بزلزال الاختلاف مع من شاركونا بناءها

كيف لاختلاف التوقيت بين ساعات جراحنا أن لا يجدد نزفها

كيف لم ندرك للآن، أن "بعضهم" كان لنا كفاكهة الفصول،

نعتاد غيابهم، و ندمن حضورهم في ذاكرتنا 

هو الندم، حكمة تأتينا في وقت متأخر فعلاً !!!

 
                                                       شتاء 2010

 

ليست هناك تعليقات: