الأربعاء، ٢٤ أبريل ٢٠١٣

في عيون أطفال غزة


في عيون أطفال غزة

في صفحات كل هذا الدمار

قرأتُ ابتسامتين

في مسافة بين رصاصتين

يعلو جدار الصمت و المؤامرة

و يعلو صوت تلك الابتسامات

تقول ..

لا خيار !

نحن ما زلنا في انتظار

لأن الفدائي وعدنا يوماً بانتصار

 

في زمن الدم

لا وقت للوقت

لا وقت إلا لأعراسة القرمزية

لا وقت للنهار

لا وقت للصغار

هؤلاء مَنْ تضاعفت أعمارهم

بعدد المجازر و المؤامرات

مَنْ يستضيفهم الموت

في غرف النوم و حضن الأمهات

هؤلاء من مـُزجت أشلاءهم

ببقايا ألعابهم حين تركوها

مروا عليها بعد قذيفتين

قالت عيونهم ...

تلك ملامحنا بعد الموت

بعد ان افترستها وحوش الفولاذ

ها نحن ..

طيور و عرائس بحجم الألم !!

  

في غزة أطفال بقامات باسقة

تراهم يطاردون الطائرات

يُسقطونها بنار النظرات

يطلقون من حناجرهم الغضة قنابل

أيها الفدائي قاوم !!

قاوم !!

برغم الجوع و الحصار

قاوم !!

برغم الدم و الدمار

قاوم !!

برغم الحزن العابق بالقلوب ..

برغم النار

قاوم !!

أيها الفدائي !!

لا تسمع نداءاتهم

لا تسمع ..

إلا صوت الطـُهر القادم من فوهة بندقيتك

كافرٌ من ظن الايمان

دروشة و لبس عمائم !!

عاهرٌ من صَمَتتْ بندقيتة

و اكتفى برمي العدو بالشتائم !!

تاجرٌ من يجمع دم الشهداء

وفي غرف مغلقة بة يساوم !!

 

في عيون اطفال غزة

هناك مُتسع آخر للحزن

ملامح من مرارة الألم

غادرتها الابتسامة قليلاً

لا بأس!!

هم يختارون البكاء سلاحا آخر

دموعهم لا تشبة الدموع

ترى فيها ملجأ لأحزانك

دموع تختصر فيك جرح الوطن

و تدافع عن بقايا احلامك !!

 

في غزة أمهات بلون السحاب

لم تعد قلوبهن بيضاء

لونتها قذائف الغزاة

و أشلاء الصغار

و غبار بيتٍ بعد الدمار

بلون الغضب في الشتاء

يمطرن فيك انتصاراً

حين يعلو صوت الجفاف و الحصار

يمنحنك خبزاً عَجَـنّة في المساء

و أنضجة انهمار القذائف في الصباح

أمهات يملكن قلوباً من نار !!

يصنعن من الموت المتربص بأبنائهن

حباً و بنادق و أعمار !!

 

في غزة ..

تستقبلك رائحة الحرب

و غبار يُحاصرُ الغزاة

و بكاء رضيع فقد للتو ثدي أمٍ

و أناس طيبون، لكنهم ..

لا يحتاجون لمعجم طبقي

ليعرفوا وجوة أعداءهم

أناس طيبون، لكنهم ..

تعلموا من آلة الموت

فن صنع الحياة

يخبرونك حين تصافحك عيونهم

بحكاية الجدات قبل النوم

تقول الحكاية ..

إن الشهداء يولدون مرتين

مرة حين يعاندون الحياة بصنع المستحيل

و مرة حين تـُـعلن أرواحهم موعداً للرحيل !!

 


في غزة عُشاق بلون الزهور

تفتحت قلوبهم في صخب الحياة

يقتاتون من طعم الحصار

يعانقون حبيباتهم في حضن المجازر

و يحملون بنادقهم بشغف اللقاء

و بحلم صنعته يدٌ تقاوم !!

تفيض بهم شوراع المخيمات

و أزقةٌ جدرانها من دمار

تناديهم رائحة الارض

و ميعاد الصباح

فيمسكون بقبضاتهم حلم الخلاص

يوسعون الكون ليتسع لآلامهم

و يلهث العالم خلف خطاهم

مذهولا !!!

أي الشعوب انت !!

من أي طينة بشرية خـُـلقت !!

متى تعلمت أن تـُنجب اطفالا

يخرجون للحياة و في قبضاتهم رايات

كيف تصنع من أشلاء الشهداء نشيدا للأطفال

كيف تنتصر يدٌ لا تحمل بين أصابعها ..

إلا بعض رصاصات !!

قلي يا سيد الجراح  !!

أين تعلم قلبك

أن يحيا بلا نبض !!

أين تعلم قلبك ..

أن يخلق من العدم

كل اشكال المعجزات !!!  
 
 
شتاء 2009

ليست هناك تعليقات: