الأربعاء، ٢٤ أبريل ٢٠١٣

الذكريات


تربعتُ على سريري، أصلحتُ الوسائد خلف رأسي و مددتُ يداً ترتعش، أتلمس الكيس الحريري، قرّبته لوجهي، أحسستُ نعومته تداعب خدي .. خِلتها أصابعكِ .. حنونة مجنونة .. كأصابع عازف يُدمن القيثار، أملتُ رأسي ولامس الحرير شفتي .. عبثت بي ذكرياتكِ قليلاً .. و انسدلت ستائر ألوانها تشبه الماضي .. تحتفل بالأمنيات الحالمة و البعيدة !

 

ذكرياتٌ قديمة انفرطت من صندوق الماضي ..احتفظتُ بها طويلاً لأعيد تجميعها عندما يحين الأوان.. أرجو أنه حان .. هذه الذكريات الصغيرة لها شخصية حاضرة .. و ذاكرة أيضاً.

 

أرخيتُ خيط الذكريات قليلاً فانسكبت حباته  هاربة من حبسها .. تناثرت مهرجاناً من ألوان.. فرحة بفك أسرها .. مُشتاقة للضوء .. لتنشر جمالاً صاخباً دون خجلٍ أو افتعال .. تنشد جسداً تعانقه .. لا تفارقه إلا على يد عاشق!

 

إتكأتُ و احتضنتُ كنز الذكريات .. يُقال أن بعضها يلمع أكثر، كلما لامست جراحنا و أفراحنا لمدة أطول .. وضعتها في كفي، تراءى لي أنها تشع كأنها محارة.. مُضيئة كنجمة تغمز من بعيد .. تغازل عاشقاً خجولاً .. تحثه على الاقتراب .. تبتسم !

 

 تدحرجت صورتكِ بين يديّ بخفة شدّت انتباهي .. حميمية الملمس .. الوانها موشاة بخط الزمان .. مُثقلة بسحر فارسي .. ذكَرَتني بليلة خريفية احتفلتُ وحيداً فيها بقرب الشتاء .. كنتُ أحبُ المشي تحت المطر.. لأحلم .. فرصة لاقتراب وجهينا .. تـُحدقين في عيني ، شفتي .. حتى أتورد .. أتـّقد رغم البرد !! .. وتهرب عيناي بعيداً عن نظراتكِ الحارة .. الثاقبة .. القادرة على قراءة أفكاري .. سلب إرادتي !


لمعت في جسدي رعشة .. تحاكي روحكِ .. أو تكاد .. صافية شفافة كعينيكِ
.. بلحظة و دون إنذار، تتوهج ناراً .. تشتعل حباً .. غضباً .. تثور بركاناً .. ثم تهدأ سلاماً لونه أزرق !

 

صورة  أخرى كأنما نفرت من سجادة عجمية، بالغة في القدم .. تزينها نقشة لشجرة الحياة، عميقة .. عُمق أحزاني !! .. عُمق إحساسكِ .. تـُعيدني لدفء دافق طالما غمرتـِني به .. و غموض .. طالما ضيعتكِ به !

 

عادت الحياة في شرايين احساسي بعد طول انحباس .. عاد الحلم .. سأجرؤ ! .. و أقول ما لم أتمكن من قوله منذ زمن .. إلا لكِ.. إني أحبكِ!!

 
 
شتاء 2005
 

ليست هناك تعليقات: