تكاد
روحي تنفجر، هذا الزحام من الافكار يستولد بركاناً في داخلي!!.. ما أصعب أن تشعر
بالعجز !.. ما أصعب أن تصل روحك للفراغ ، ما أصعب أن يشل بؤس الحاضر قدرتك على
التوازن، ما أصعب أن يسكنك اليأس في لحظة ما، ما أصعب أن ترسل كلماتك لنفسك، لا
لمن يستحقها !
حين
تكون في خضم هذا الصراع، لا تملك إلا أن تبكي ربما، لا تملك إلا أن تطلق حصان
الدموع ليصهل بصمت !!.. بغضب !!.. لا تملك إلا كلمات لا تخرج من حدودك، حدود ذاتك..
لا تملك إلا محاولة يائسة لإسترجاع ما لا يمكن أن يـُسترجع، لأن الماضي قد أصبح
ملكاً لأيام مضتْ.. لأن الذكريات تحاصرها الذاكرة، و الذاكرة مدينة يحاصرها افقٌ
مسدود، و الأفق غيوم بلون الرماد، تمطر فيك جلادا كل دقيقة.. جلاد يمنعك حتى من حق
الصراخ، يمنعك من أن يكون لرفضك اي معنى !!.. يعزلك عن محيطك، يستفرد بك، يحتلك و
ينهش افكارك بألم مكبوت، لأنه نتاج عذاب صامت، لا يسمعة إلا أنت .
ليس
صحيحاً أن الدموع تغسل الأحزان .. ليس صحيحا على الاطلاق !! .. ليس صحيحاً أيضا أن
الزمن كفيل بتغيير الصور في ذاكرتنا، ليس صحيحاً أن الحرية شبق مستمر لكسر
المألوف.. ليس صحيحا أن قدرتنا على احتمال الألم تتصاعد اذا زاد عنف الجلاد، قد
نغدوا أصلب مما كنا قبل التجربة، قد نصبح أقسى مما كنا، لكن ندوب الجراح لا يمحيها
الزمن من إحساسنا.. فكلما مر الوقت عليها تصبح اكثر لمعاناً و وهجاُ !! .. هذه
الجراح هي مخزن الذكريات و الألآم ، تكويك بنارها، بثلجها، بأحداثها، تتجدد في
احساسك أنت وحدك .. لا تستطيع أن تبوح بها للآخر.. تبقيك في أسر السؤال القادم، هل
لكل هذا الحصار نهاية ؟؟!!
في
ضجيح هذا البحر الغامض، تدور سفينتي بلا مرسى، تبحث عن مكانها الأخير، تشرع في
رحلتها، تلك التي أدمنت السفر للمكان ذاته، تبدأ بـــِعَـدّ الامواج، لكن بلا
نهاية .. فهل لأمواج البحر نهايات ؟ .. هل لفائض الذكريات مكان ؟ .. هل يمكن للوقت
أن يقتل الوقت ؟ .. هل يكون احساسنا بالألم دليل للتعايش مع قسوة الحياة ؟ .. هل
يمكن لهذا الألم أن ينتصر مرة واحدة على الموت ؟؟
صيف 2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق