الأحد، ٢٨ أبريل ٢٠١٣

أكتب يا هيبا ...


من وحي رائعة الروائي يوسف زيدان .. " عزازيل"

 

عزازيل في زاوية من زوايا الروح.. ينكأ قلم هيبا بوخزات من جنون .. يحاصر حاضر اللحظة .. يلتف كأفعى على جدار الصمت.. يعبث بالسكون .. يخدش السؤال الأزلي، من منـّا سبيقى يا هيبا ؟؟ .. هذا التاريخ هو سفر الانسان الأول.. كتابه الذي لا يغيب .. هو ذاكرة المكان .. و أصل اللغة التي تكتب حاضرنا.

من سيجرؤ على رواية تاريخ الحقيقة؟؟

من سيجرؤ على تغيير مجرى نهر يعبق برائحة الثبات ؟؟

 

أصمت يا عزازيل !!

من أين تجئ ؟؟

أنت شيطان الأسرار .. و مـَنْ أذِن لكِ أصلاً باقتحامي !!.. صوتك يحتـلني الآن كرائحة .. أمشي لأتنفس ذاتي بعيداً عن تقواي المزعومة .. أهرب منك و مني .. لماذا أكتب ؟؟ .. و لمن ؟؟ الناس في زمني محض أحجار لا تتحرك الا بقوة طوفان .. بشر بلا ارادة .. ارواح مزورة تمشي على أقدام .. ثم قلي بربك !! هل كان التاريخ سوى مساحة بيضاء يكتبها المنتصر بدم ضحاياة ؟؟ .. قومي يا عزازيل يعبدون أصناماً صنعتها يدُ المجهول .. يتلذذون بطعم القهر .. يرضعون الذل كل صباح من أثداء التاريخ المزور .. لم يعلمهم هذا التاريخ الا حقيقة واحدة ، أن لا حقيقة الا ما قالة الإلة عن التاريخ.

أصمت يا عزازيل !!

أصمت أرجوك !!

 

على أريكة من أشواك الهذيان .. يجلس هيبا الآن .. يتعلم فن الصبر من دروس الهزائم .. و يتقن الغياب و الاحتضار على قارعة الأحلام .. يختبئ في ذاتة .. هربا من ذاتة ربما .. صوت من نحاس يقتحم ضجيج الافكار.

هيبا !!

أكتب يا هيبا !!

أريدك ان تكتب .. لا بد أن تكتب .. أنت روح غجرية في العمق.. لست راهباً في معبد الضباب .. أنت ذاكرتك القادمة .. نهر الخطايا لن يشبع من سمك ضحاياة .. فلمَ السكوت ؟؟ كانك تحمل أرث الحقيقة بين دفتيّ قلبك .. كانك رسول جاء في غير موعده.. بلا ارادة من رب .. بلا معجزة الا ما عرفته ..

لا بد ان تكمل ...

البداية هي خاتمة التردد

هي سيف الوقت المنسي على خاصرة التابوهات المقدسة

أكتب يا هيبا !!!
 
 
 
خريف 2009

 

ليست هناك تعليقات: