السبت، ٢٨ يونيو ٢٠٠٨

رسالة إلى ضمير غائب

نختفي خلف دمك المسفوح للعلن
يُخجلنا صمتُ البوح في سماء الوطن
يقتُلنا ذنبنا فيك و تـُفنينا بُطولاتك
سيدي .. ايها الطفل المقاتل !!
إبقى وحدك .. طهر دمك منا
لأننا ما زلنا ..
في زمن الردة و البحث عن الخلافة
ننسى أن نكتُبَ أسماءنا بجوار جُثتك

أنت أيها الساكنُ جرحَ الوطن
أتقنتَ بدمك رسمَ الرياح للسفن
بحثتَ عنا دائماً في سجل ذاكرتك
قَلَبتَ تواريخ ميلادنا في دفترك
فلم تجدنا إلا غياباً في حضرتك
وحدك واضبت على الحضور..
في درس الكرامة و لغة الحجر

أنت أيها القادم مِن خلف هزائمنا
تعلمتَ أن الزمن يبدأ بلحظة موتك
و أن الموت في لحظة المواجهه..
لُعبة طفولية في يدك !!
إحمل جسدك و إبتعد عنا ..
نحنُ مَن سيرثُ سنوات صباك
تلك التي سرقناها مِن عُمرك
و تاجرنا بها في نوادي النضال
و إقتسمنا دمك على طاولات الحوار
و بحثنا عن حُصتنا فيك في رُكام الدمار

لكنا أفقنا على صوت الموت في أعمارنا
لأن جراحكَ أصابتنا بهرمٍ مبكرٍ
شِخنا لأنك أرهقت عُمرنا المُبعثر
أحببتَ الموت لأنة قدرك ..
كُنتة أنت و لم يكُنك !!
كوّرتَ قسوتة بين مسافة الجراح
لاعبتَ أناملة بيدك المصبوغة بعارنا
هدهدتَ وحشتة حين خفنا و تراجعنا

أنت أيها الهارب من طفولة تُلاحقك
أدركتَ مذ كنا صغاراً حولك ..
نلهو بأقلامنا التى تسكبُ حِبرها في دمك
و نُعلقُ أنفسنا بربطات عنق عليها لون جُرحك
و نلبسُ جلوداً عليها صورة ألارنب ألمذعور فينا
أن الحياة و الموت صنوان للذة القدر
و أن الدم صار شعاراً لجواز السفر ..
و أننا – بخوفنا من دمك – أحببنا الخدر
و إستطبنا بطولتك تلك التي باعدت ..
أحلام الطفولة عنك في لعبة الخطر

أنت أيها الحالم بمستقبلٍ لنا في قصير عمرك
لا تنتظرنا
فقد باعدَ دمُكَ كل مسافات اللقاء بيننا
إمضي لحتفك ...
فقد أضعنا في بطولتك أسماءنا
إصنع قدرك ...
فقد نسينا في زمن الرصاص و الحذر...
أن من تاجر بدمك.. لا بد انة أدرك
أن براءتك هي مكمن الخطر !!!

ليست هناك تعليقات: